عام آخر من عمر النضال التركماني المتجدد يحزم أمتعة ذكرياته ليسلم مقاليد مستقبل أقدار التركمان على أرض العراق لأيام شقيقه المقبل على عجل زمني محسوب. . ولازال تركمان العراق بين عام وعام ومن عام إلى عام على قيد الأمل المتطلع إلى مستقبل تركماني لا يبخل على طموحاتهم بما تصبو إليه من استرداد ما مضغته شراسة إجحاف قوى الاستلاب على مدى عقود مضت من حقوقهم الوطنية والسياسية الواجبة لهم والتي تضمن لأبناء القومية التركمانية حرية الحياة الآمنة الكريمة على أراضيهم بسلام حقيقي منشود، وتكفل لهم ما يبتغون التمتع به من مظاهر حياتهم الثقافية والحضارية وعداها من مظاهر إنسانية حيوية تمتاز بخصوصية طابعها التركماني العراقي الناطق بالأصالة العتيقة التي تبرهن على عمق جذور التاريخ التركماني في العراق المتسربل دوما بجلال الإباء رغم صفعات ما مضى عليه وما لازال من أليم أيام العناء. .
لم تكن أيام العام المتأهب للرحيل هذا هينة يسيرة على التركمان، لكن شراسة قسوتها أثبتت مقدرتهم على مقاومة أمساخ اضطهاد عديدة متباينة من ذوات الظلم المسرف في غلواء طغيان تدفقه وإصرارهم على التشبث بالمبادئ الراسخة التي يمليها على ضمائر المخلصين منهم إيمانهم بقضية تستحق شرف الدفاع عنها. . ودفعوا في سبيل ذلك خلال هذا العام غير قليل مما لا يقدر بثمن، إذ نكبت الأقدار أبناء هذه الأمة في أعداد من أبريائهم ومخلصي مناضليهم نكبات استولت على أرواحهم بمرارة أحزان الفجائع المتتابعة الأليمة التي ما وجدت يوما ينتابها فيه النعاس كي تغفو ولو زمنا يسيرا في أعماقهم لفرط تواتر عظيم المصائب الجسام التي لا تنفك تصر على إبقائها على قيد اليقظة المتصلة. . ولازال الأذى المنصب على سكان البقاع التركمانية العراقية لاسيما منها (كركوك) لا يرعوي عن تفاقم قسوة جنون شراسته. . ذاك عدا ما لم ترض عنه نفوسهم من ذاك الإهمال والتهميش لوجود كيانهم القومي وأحقيتهم بالمشاركة في نسيج القرارات الوطنية أسوة بالقوميات الشقيقة على الأرض الواحدة. . ثم التطفيف المتعمد الذي نال حقيقة أصالة تاريخهم ونسبة وجودهم السكاني في العراق من قبل بعض ذوي المصالح الشخصية البحتة اللا عابئة بالمصالح الوطنية العامة وصولا إلى ما حاكته أنانية تلك الجهات من ألاعيب متعمدة لإقصاء أعداد غير قليلة من التركمان العراقيين عن حق إدلائهم بأصواتهم كمواطنين لهم مشروعية حق الانتخاب فعلا. . كل هذا فوق مل تقاسموه مع بقية أبناء الشعب العراقي من ويلات أيام الاحتلال المروع. .
ورغم عصف تلك التحديات بالحاضر التركماني الصامد، إلا أن إصرار التركمان على التخلق بأخلاق ثقافة السلام دون أن تجانبها جدية النضال السلمي - الذي امتاز بتسارع تطور إدراكه متفرسا في عبر عثرات الماضي لتلافي ميلاد سهوات المستقبل – كان دليلا ناصعا على صدق وطنيتهم الحقة التي تقدم مصلحة الوطن المتمثل بالعراق الحبيب إلى نفوسهم بالفعل على أي من المصالح القومية الشخصية. .
وهاهو عام جديد يتسربل مستقبل أحداثه بعباءة المجهول ينتظر مزيدا من العمل التركماني الجاد المنظم ليكون امتدادا لغراس ماضي الأيام التركمانية المترقبة لعاجل أيام الحصاد بإذن الله تعالى. . وبورك جميع غراس التركمان. .